اعلان

الأحد، 18 مايو 2014

- فـوزى فهمـى غنيــم يكتب : الديمقراطية الحديثة ..



/ فـوزى فهمـى غنيــم يكتب ,,

الديمقراطية الحديثة

* إذا كانت الديمقراطية الحديثة تسعى للحد من سلطة الحكام وتقييدهم بدساتير ، فقد قامت الديمقراطية الإسلامية على دستور هو ( الشريعة الإسلامية ) . ومصادر هذه الشريعة كما هو معلوم هى : ( القرآن الكريم ) والسنة النبوية والإجماع .

* وكما بات العمل عملية منفصلة ، فكذلك التعبير عن إرادة الناخب فى الديمقراطية الحديثة عملية منفصلة عن جوهر الحياة انفصالا تاماً .

* إن مبدأ الديمقراطية هوأن الشعب كله – وليس الحاكم وحده أو فئة صغيرة من الناس – هو الذى يقرر مصير نفسه ، وصدر القرارات التى تتعلق بشئون الصالح العام .

* فالمفروض أن كل مواطن – باختياره ممثله الذين يصدرون قوانين البلاد فى البرلمان – يشارك فى مسئولية توجيه شئون المجتمع .

* والواقع أن النظام الديمقراطى برغم تطوره وتقدمه فيه الكثير من أسباب التناقض . فهو يطبق فى دول فيها كثير من عدم المساواة فى الفرص وفى الدخل ، فمن الطبيعى أن تتمسك الطبقة صاحبة الامتياز بحقوقها ، التى لا شك فى فقدانها إذا عبرت الأكثرية المحرومة من هذا الامتياز تعبيراً صادقاً عن إرادتها .

* ومن الواضح ( أن مشكلة الديمقراطية ليست فى حصر حق الانتخاب على فئة معينة ، ولكنها فى الطريقة التى يمارس بها الناس حق التصويت ) .

* إن الأداة السياسية فى بلد  ديمقراطى لا يختلف فى الواقع سيرها عن الأسلوب الشائع فى سوق السلع . ولا تختلف الأحزاب السياسية كثيراً عن المشروعات التجارية الكبرى ؛ ويحاول الساسة المحترفون أن يبيعوا بضاعتهم للجمهور بالدعاية .

* والناخب – إنما يعبر عن اختياره بين مرشحين يتنافسان على صوته . وهو يواجه بأجهزة سياسية متعددة . كما يواجه ببيروقراطية سياسية يتنازعها حسن النية لخير البلاد من ناحية وحب البقاء فى الحكم أو العودة إليه بأى ثمن من ناحية أخرى . وهذه البيروقراطية السياسية ، لحاجتها إلى الأصوات ، تضطر – بطبيعة الحال – إلى الإصغاء إلى إرادة الناخب إلى حد ما .

* والأحزاب السياسية – بغية الحصول على أصوات الناخبين – تتحاشى كل ما يجلب سخطهم ، وتنادى بكل ما يبعث فى نفوسهم الاطمئنان والرضى ، ولا يهمهم فى هذا أن يكونوا على حق أو على باطل . وإذا غضضنا الطرف عما للناخبين من أثر فى قرارات البيروقراطية السياسية من تثبيط أو تشجيع – وهو أثر غير مباشر – فإن المواطن العادى قلما يشارك فى إصدار القرارات العامة . بالمواطن بعد ما يدلى بصوته فى الانتخابات يتنازل عن إرادته السياسية لممثله ، الذى ينفذ هذه الإرادة فى شىء من المسئولية وشىء من العمل على الاحتفاظ بالحكم ، وهو شعور مختلط غير خالص يمازج رجال الحكم فى عصر الديمقراطية الحديث .

* ولا يبقى بوسع المواطن العادى إلا أن يدلى بصوته فى الانتخابات المقبلة ، ليؤيد ممثله ويبقيه فى الحكم دورة أخرى ، أو يبعده عن كرسى النيابة عنه . وعرف الإسلام الانتخاب والمعارضة قبل أن تعرفها الديمقراطية الحديثة .


Fawzyfahmymohamed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق